يصادف غداً الثلاثاء ذكرى جريمة حرق سجن الحسكة المركزي الذي وقع في ليلة الرابع والعشرين من آذار 1993، وقضى فيه أكثر من ستين سجيناً وجرح واختنق العشرات
يصادف غداً الثلاثاء ذكرى جريمة حرق سجن الحسكة المركزي الذي وقع في ليلة ٢٤ آذار ١٩٩٣ قضى فيه أكثر من ستين سجيناً وجرح واختنق العشرات.
سجن الحسكة بُني في الستينيات من القرن الماضي وكانت سلطات النظام السوري تزج فيه أكثر من ٧٠٠ شخص ، في حين كان مخصصاً لحوالي مائتي سجين، وذلك في ظلّ الأوضاع الإنسانية الصعبة التي كان السجناء يعيشونها في السجن نتيجة الفساد المنتشر بين عناصر الحراسة وإدارة السجن.
إن السبب الرئيسي لحرق السجن ومن في داخله، هو أنه كان يوجد في المهجع الذي احترق “كمال حسو مشكيني وأبناؤه” المتهمون ” بجريمة قتل (شخص ) مسيحي ،٠عائلته ذات نفوذ ومرتبطة بأجهزة استخبارات النظام ، وهؤلاء كانوا موقوفين على ذمة التحقيق وقتها دون إصدار حكم قضائي بحقهم”.
إدارة السجن أنذاك أمرت برش أرضية وبطانيات المهجع الذي احترق.. بمادة (بودرة بيضاء ) ذات رائحة زكية بحجة مكافحة الحشرات ، ومن ثم توزيع ( الكاز ) على المهاجع .
حيث بدأت النيران تلتهم و تخرج عن السيطرة لتحرق المهجع الثاني الذي يبلغ طوله 30 متراً بأكمله وتصل للمهاجع المجاورة، فيما أوصدت أبواب المهاجع ولم تحاول عناصر الشرطة ( الحراسة ) فتحه أو إطفاء الحريق، ما أدى إلى مصرع أكثر من ستين سجيناً وإصابة العشرات بجروح وحالات اختناق نتيجة الدخان المتصاعد من الحريق”.
وكان النظام السوري حينها يتستر على حقيقة الجريمة وألقى المسؤولية على عدد من المعتقلين الكرد واصفاً إياهم بمدمني “المخدرات” .
وجاء في تقرير قائد شرطة الحسكة إلى وزارة الداخلية تحت الرقم 1321|ص، أن مسببي الحريق هم مجموعة من مدمني المخدرات، وبعد شهرين أعدم المتهمون الخمسة وهم:
علي محمود قاسم مواليد الحسكة 1966.
فريد محمود الجبري مواليد الحسكة 1972.
قهرمان جمهور محمد مواليد قامشلو 1961.
محمد أمين محمد مواليد ديريك 1968.
محمد فرحان سكفان مواليد قامشلو 1965.
لتخفي شرطة مدينة الحسكة وإدارة السجن المركزي بهذه الطريقة حقيقة ملابسات القضية ومدى تورطها فيها.
بالمحصلة هذه الجريمة بقيت دون اجراء تحقيق شفاف وعادل فيها ،ولا بد أن يأتي اليوم الذي ينال فيه المتهمون جزاءهم العادل.